على سطحه الشفاف يتحول «الزجاج المعشق» للوحة فنية كبيرة
فى البداية، ظهر هذا النوع من الرسم كمحاكاة لفن «الزجاج المعشق»؛ حيث كان عملا شاقا ويحتاج لوقت ومجهود كبيرين ولم يكن متاحا للجميع، كما أن تقطيع الزجاج بكل الأشكال وبزوايا محددة عمل مرهق وليس بالسهل؛ فلجأ الناس لتجربة الرسم على الزجاج باستخدام تصميمات الزجاج المعشق ذاتها ثم تطور الرسم فأصبح لكل رسام تصميماته المختلفة.
يتوقف الوقت والجهد اللذان سيأخذهما العمل على مساحة مسطح الزجاج الذى سيتم الرسم عليه وعلى الرسام نفسه؛ فللمساحات الكبيرة تصميمات خاصة وتأخذ وقتا أطول لتنفيذها وللشخص ذاته ومدى حبه لما يفعله تأثير قوى؛ فألوان الرسم على الزجاج كثيرة ومتنوعة، لكن محبى هذا الفن وعاشقى الألوان لا يكتفون بالتصميم والرسم، لكنهم يستغلون كل ما لديهم من خامات ويحاولون دائما التجديد وتجريب أشياء جديدة كالرسم بفرش خاصة بألوان الزيت على الزجاج، مما يتطلب دقة أكبر أو كمحاولة إدخال خامات جديدة ليصبح العمل الفنى مكتملا ومميزا فيقومون بدمج الألوان أو تخفيفها ثم مزجها.
بداية العمل تتطلب التصميم الذى سيتم رسمه، ثم يقوم الفنان برسمه على الزجاج أو المرآة بالقلم الخاص بالتحديد أو ما يسمونه «الريليف»، ويراعى الفنان فى تلك المرحلة الدقة فى الرسم وفى فرد التحديد للرسم بشكل متساوٍ وبداية التصميم ونهايته حتى لا تفسد يداه وهو يعمل الرسم الذى سبقه، ثم يترك الزجاج حتى يجف ويبدأ تلوين الرسم وهو لا يكون شيئا سوى ملء فراغات بالألوان التى يقررها إلا إذا أراد دمج لونين أو أكثر أو خلطهما.
كل تلك المعلومات عن فن الرسم على الزجاج كانت من خلال المهندس «خالد البنا».. هذا المحب للفن بكل أنواعه وأشكاله ومجالاته.. إنه رجل فى الأربعينات من عمره قرر منذ أقل من عامين أن يفتتح مركزا لتعليم كل أنواع الفنون من رسم بالفحم وعلى الزجاج وبالزيت وأورجامى، وعزف على أكثر من آلة وغيرها، وذلك فى «طلة فن»، هذا المكان الذى يطلق سراح ذلك الفنان داخل كل منا.
وعن الرسم على الزجاج فى مصر قال إنه لا تقام معارض لهذا الفن بشكل دائم ولا على أنها فن مستقل بذاته، كما أن دخول «الرسم الديجيتال»، وهو أحدث أشكال الرسم، قد يهدد بعض الفنون وقد يكون مستقبله مضمونا عن باقى أشكال الرسم.
أما عن المقبلين على الرسم على الزجاج فأغلبهم من النساء المحبات لأن يكون قطعة أو جزء من بيوتهن من صنعهن، أو هؤلاء الذين يحبون اللوحات الفنية ويحبون أن توجد رسومات بأكثر من شكل وخامة ببيوتهم، كما أن الأطفال كذلك من الفئة المحبة للرسم على الزجاج ويقبل أهاليهم بشكل كبير على تعليمهم هذا الفن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق